الفصل_الأول
زهرة_الياسمين
مريم _إسماعيل. ميرا
الشخصيات
عائلة فاطمة
الوالد سيد
قعيد كان يعمل ميكانيكى سيارات ، وليس له مصدر رزق.
طه الإبن البكرى له ، حاصل علي الشهادة الاعدادية يعشق السهر والمال ، يعمل مكان والده بالورشه لكن لا يحب العمل كثيرا ، وصاحب العمل يوافق علي وجوده لعلمه بظروفهم المادية
فاطمة
الابنه الصغرى هى من تتحمل كل شئ ، حاصلة علي دبلوم تجارة ، تعمل في مصنع للملابس ، مخطوبة من عده سنوات لجارها “على”
علي هو شاب يتيم يقطن في غرفة فوق سطح منزلهم ، يعمل فرد أمن في إحدى فنادق الغردقة ، يعشق فاطمة ، ويحلم بيوم لقائهم في رضا الله .
عائلة سمرة
امراه وحيده لم تتزوج ، توفت أختها وتركت لها ابنتها الوحيدة نڤين ، تعتبرها مثل ابنتها .
نڤين بنت جميلة مهذبة حاصلة علي دبلوم تمريض لكن لا تعمل ، فخالتها تخاف عليها ، تعشق على عشقا ، لكن لصداقتها مع فاطمة تكتم عشقها في قلبها .
طاهر
رجل خطير ، له أساليب ملتوية ، في كسب المال .
الجانب الآخر
عاصي الزينى
رجل أعمال يبلغ من العمر ٤٩ عام ، لا يحب الزواج ، يعشق العمل فقط .
ياسمين لغز الحكاية عارضة أزياء رائعة الجمال من عائلة متوسطة .
………………………………..
في حارة مصرية بسيطة ، يقطن بها أُناس طيبون ، كانت الشمس بدأت في إشراقها علي معظم شرف البيوت المتهالكة ، لنرى عامل المقهى يقوم بتجهيز الطاولات والكراسي ، ويقوم برش المياه أمام المقهى ، ونرى بائعة الخضار تستعد للسعى علي رزقها ، وتقوم برص خضرواتها ، ونرى البقال يبدأ في بيع طلبات الفطار ، ونرى بائعة الطعمية ، لتدخل أشعة الشمس الذهبية لغرفة نوم في بيت من بيوت الحارة ، لتنزعج من أشعتها ، وعندما تبدأ جفونها في التحرك ، تستمع لأصوات الباعه في الحارة لتبتسم وتهتف بنوم
” النهار طلع يلا بقي شوية نشاط .”
لتهب من سريرها الصغير وتأخذ غيار وتدخل لتتوضأ لتبدء يومها ، ارتدت عبائه سوداء ولفت حجابها ، وأدت فرضها وخرجت لتحضير الفطار .
لترى أخيها نائم علي الأريكة لتعلم أنه سهر مع أصدقاء السوء كعادته .
لتضرب كف علي كف وتصرخ به بحده
” طه ، أنت يا زفت .”
لم يأتى لها منه جواب سوا بعض الهمهمات ، لتغضب أكثر لتلكزه في يده بقوة وهى تنادى عليه.
” طه ، أنت يا بيه .”
ليفتح اعينه بفزع
” في إيه يا فاطمة حد يصحى حد كدا براحه .”
فاطمة بغيظ
” أنت مش هتبطل بقي اللي بتعمله دا ، يا أخى أنا تعبت ، أنت كبير بالاسم وبس ، دا هم إيه دا .”
طه بنفاذ صبر ليحاول يقف أمامها ، لكن تغلبه قدمها ليجلس مرة أخرى ، لتنظر له بتهكم
” بقي مش مكسوف من طوالك اللي حتى مش قادر تفرده قصادى ، رجاله اخر زمن ، قوم يا اخوى ، الورشه زمانها فتحت من بدرى .”
” يوووه قايم يا فاطمة ، قايم .”
ليدخل لغرفته ، لتزفر بضيق ، وتحاول رسم ابتسامة علي وجهها لتدخل لغرفة أخرى .
” صباح الخير يا أبو طه .”
كان سيد نائم علي السرير ، عندما يراها يسعد لوجودها ، ولما لا هى من تتوالى طعامه ، وعلاجه ليهتف لها .
* وماله لم تقولى يا أبو فاطمة ، هى فاطمة وحشه .”
فاطمة وهي تقبل يده
” فشر مين دى اللي وحشه ، دا أنا فله اهو .”
” ربنا يسعدك يا بنتى، وتفضل الضحكة منورة وشك يا فاطمة ، وبحزن اكمل ويريحك من همى بقي .”
لتنتفض من مكانها
” اخص عليك يا ابا هو انت هم ، دا أنت ابوي وسندى .”
ليهتف بتأثر
” سندك !! ازاى وأنا مكانى لا بتحرك ولا بهش ولا بنش .”
” متقولش كدا أنت بركتنا ،وحمايتنا .”
لتستمع لصوت اخيها يحثها علي اعداد طعام الإفطار
” هقول إيه واد معندوش دم .”
” ولا يهمك هقوم اجهز الفطار ، علشان الحق المصنع ، اه على هيجي يتعشي معانا بليل .”
” ينور يا بنتى ، ربنا يتم عليكم بخير .”
لتهتف بخجل
” يسمع منك ربنا .”
لتذهب وتعد طعام الافطار لوالدها وأخيها ، وتبدا رحلتها للعمل ، وهى ذاهبة تقابل صديقتها الوحيدة .
” صباح الخير يا بت فاطمة .”
” صباح الفل يا نڤين ، .
“خالتك عاملة ايه يا بت .؟
” كويسة ، بتسألى ليه .”
لتقترب منها لتهمس
” أصل خلاص اسمى اللي في الجمعية بعد يومين هقبضه ، وعلى كمان هيقبض جمعيته بكره ، وكدا الخلو يبقي كمل ، ويبقي هم وانزاح .”
لترتبك
” اه ، والله مبروك ربنا يتم عليكم بخير ، هسيبك بقي علشان الحق السوق .”
لتضرب فاطمة صدرها
” يا لهووى ، المصنع ، مع السلامة اشوفك بعدين .”
لتهرول بسرعة ، لتنظر نڤين لها بدموع وتهتف
” عجبك فيها إيه يا على .”
وتتحرك هى الأخرى إلي وجهتها .
….. …… …..
في المساء كانت اعدت فاطمة اشهى الماكولات ، علي قدر مزانيتها ، لتنظر لنفسها بعدما ارتدت اسدالها ، وتتحسر
” كان نفسي اقابلك بحاجة جديدة ، بس يلا المهم أنه راجع .”
لتستمع لصوت جرس المنزل
” يا لهوى على جه ، وطه لسه مجاش وبعدين .”
لتذهب وتفتح له الباب فتحه صغيره
” ازيك يا على .”
ليقطب جبينه بعد مده شهر في العمل ، تستقبله بهذا الشكل .
” افتحى الباب يا بت .،”
لتخجل وتهتف
” مش هينفع طه مش هنا ، وابويا خد العلاج ونام .”
ليتفهم موقفها
” طيب هقعد علي القهوة ، لغاية ما اخوكى يجى .”
” ماشي بس بلاش تشرب حاجة ، علشان هتتعشي معانا .”
ليؤما ويذهب لوجهته لحين عودة طه .
….. …..
كان على يجلس علي القهوة ويتسامر مع أقرانه ، كانت نڤين تقف في شرفة منزلها ، شاردة فيه ، لتفق من غفلتها علي يد خالتها ، وهى توبخها
” تانى يا بت ، مقولنا خلاص هو وملكيش نصيب فيه ، هتفضل عمرك كله تشوفيه من البلكونة ، وكلها كم سنه وتلاقيه ماشي وفاطمة في ايده وبطنها قدمها ”
” أنتِ يا خالتى بتبكتينى يا لهوووى ، جرا إيه عملت إيه دلوقت ، أنا بشم شوية هوا ، إيه مشمش .”
” لا شمى يا روح خالتك ، بس حاسبي الهوا يلطشك ، وتدخلى زى ما خرجتى .”
لتنظر لها بغيظ ، ثم تعود بإنظارها تجاه على ، لتراها يقف بسرعة ، ويهرول تجاه طه ، لتعلم أنه يريد أن يري فاطمة بسرعة ، لتبكى علي حالها ، وقلبها الذي لم يهنئ أبدا .
” ما قولنا يا روح خالتك ، لكن هقول إيه راسك زى الحيطة ، لا بكلام هتلين ، ولا هتجيبي واطى .”
لتتركها نڤين وتجرى من أمامها ، لتدخل غرفتها وتحتمى بها ، فهى تعشقه ماذنبها ، الذنب الأكبر علي قلبها الذي اختار أن يعشق ما هو ليس له .
….. …… …….
في منزل فاطمة
كانوا يتناولون الطعام في هدوء حتى هتف طه
” أنا داخل اولع سجارة ، بس متخدش راحتك قوى يا على .”
لتنهره فاطمة
” طه عيب كدا .”
” ملكيش دعوة على فاهم قصدى ، صح يا علوه .”
لتفهم هى الأخرى مقصد أخيها فتخجل ، ويدخل طه غرفته ، لتلتفت له على بحنان
” حمد لله علي السلامة ، امتى بقي تيجى وتقعد هنا .”
” الله يسلمك ، هانت يا بت خلاص وهنقبض الجمعية ، وندفع الخلو لخالتك سمرة ، ويبقي لينا بيت يلمنا .”
فاطمة بأمل
” يسمع منك يا على ،يا ابن ام على احسن أنا من فرحتى أننا جمعنا ٣٠٠٠٠ الف مش مصدقة .”
” ربنا يقدرنى يا فاطمة واجبلك كل اللي نفسك فيه ، وافرحك يا بت .”
فاطمة بحياء
” إنك تفضل هنا قصاد عينى دى فرحتى يا على .”
” خلاص المدير وعدنى انه هينقلنى فرع هنا ، وكمان هترقي ، ادعيلى بس أنت يا وش الخير .”
” هو أنا عندى غيرك ادعيله يا على .”
” معنى كده ، إنك بتدعيلى .”
” يا لهوى أنت مش مصدقنى، طيب وربنا ، أنا بدعيلك .”
ليبتسم علي طبيتها ، التى انقرضت من الأزل
” عارف إنك بتدعيلى , يا قلب على من جوا ، أما أنا عملك حتته مفاجاه حلوة قوى .”
” خير يا على .”
تهتف بها بحماس
” مش عرفت اسم الوردة اللي بتحبيها ، اسمها ياسمين ورسمتها علي ظهرى كمان.”
لتهتف الاسم بهدوء
” ياسمين الله حلو الاسم يا على ، بس رسمتها ازاى ، دقتها زى رشدى أباظة في الفيلم .”
” ايوة شاطرة, زيه .”
” بس بيقولوا حرام يا على ، شيلها يا على إحنا مش عايزين حاجة حرام.”
ليفكر في حديثها
” حرام ، لا هبقي أسأل شيخ الجامع لو كدا هشيلها ، الراجل قال بتتشال هقوم اشوف طه ، احسن يفتكر أننا بنعمل حاجة كدا ولا كدا .”
” على اتلم عيب الله .،”
” والله ملموم ، بس بعد الجواز محدش هيلمنى .”
لتبتسم بحياء ، ويقف هو ليدخل لأخيها .
في شرفة منزل كان يقف طه ويستمتع بسيجارته ، ليدخل عليه على .
” يا ترى بقي دى سادة ولا محشية .”
لينتفض طه من مجلسه
” يخربيتك هو أنت افتكرت فاطمة .”
” ولم أنت بتخاف منها كدا بتشرب ليه القرف دا .”
” اظبط كلامك يا عم ، مين دى اللي اخاف منها .”
” طه أنت سند فاطمة ، بلاش تكسرها .”
ليزفر بضيق
” وبعدين بقي في الكلام اللي مبيخلص ، امتا تتجوزوا وتريحونا بقي .”
ويترك له الشرفة ويخرج ، ليضرب على كف علي كف وهو يدعى لحبيبته أن تقوى علي مجابهه طه .
……. …… ……
تمر الأيام ليجنوا المال الذي آخرين بعد معاناه وصلوا إليه ، أما طه تعرف علي تاجر مخدرات وطلب أن يعمل معه ، ووافق التاجر ، جاء لعلى تليفون من مقر عمله ليسلم فاطمة المبلغ الذي كان مقرر دفعه للسيده سمره ، لكن هى غير موجودة ، وعلى لابد أن يسافر لمقر عمله ، فتوافق فاطمة علي إستلام المال منه ، وتنتظر سمرة حتى تعود .
دلف طه ليري فاطمه تضع المال في الحقيبة الجلدية
” يا لهووى كل دى فلوس يا بطة .”
فاطمة وهى تغلق الحقيبه
” دى فلوس الشقة ، خالتك سمرة في المستشفى ، لم ارجع من المصنع ، هروح ادفع الفلوس ولم على يرجع نمضي العقد .”
” أخيرا هنخلص منك ، وتطريقينا .”
لتدخل غرفتها وتضع الحقيبه بداخل خزانتها ، وتتحرك لمحل عملها .
ينتظر طه خروج فاطمة ، ويدخل الغرفة ويفتح الخزانة ويأخذ حقيبة المال .
” معلش يا فاطمة ، بقي اخر النهار هيكونوا مكانهم ، الحق اشترى البضاعة ، واصرفها .”
ليخرج مسرعاً قبل أن يراه أحد .
…. ….. ……
في مكان شبه مهجور
” جبت الفلوس دى منين .”
” دى فلوس شقة اختى يا معلم ، ولازم ارجعهم مكانهم بليل .”
” اختك معاها الفلوس دى كلها منين .”
” دى فلوس شقتها ، يا معلم ، نوالنى البضاعة علشان الحق اصرفها.”
ليأخذ طه البضاعة ويتحرك ليغمز الرجل لأحد رجالة ، ليفهم الاخر ما يريد ، ويتحرك خلف طه بسرعة
” أخيرا ، فاطمة كدا بقت تحت درسي ، دا أنتِ هتأكلينا الشهد .”
تقف سيارة أمام طه ، ويترجل منها عده رجال ، ويبدؤن في ضرب طه ضربا مبرحا ، ويسرقون منه البضاعة ، ليقوموا بإرجاعها مرة أخرى للمعلم .
ليحاول طه القيام أكثر من مرة ثم ينجح في القيام ويذهب ومهرولا للمعلم.
” نعم بضاعة إية ،اللي ضاعت ، حد قالك إن داقق عصافير ، انت طمعت في البضاعة ، فاكر شوية الضرب دول هيدخلوا عليا ، ولاه يا البضاعة ،يا فلوسها ، بدل وحياه رقده ابوك اخليه يدفنك بإيده ، وهاخد حقى منه ومن الحلوة اختك ، يومين ملهمش تالت سامع يا حيلتها .”
ليخرج طه ويندب حظه
” هعمل ايه ، فاطمة هتعمل ايه ، والمعلم طاهر ، دا ممكن يقتلنى ، اروح واقولها ، ولا اهرب ، أيوة ههرب هستنى لم يقتلنى ، هى بقي تقابل ، سامحينى يا فاطمة .”
ويهرول مسرعاً.
رجل يهتف لطاهر
” دا شكله هيهرب يا معلم نروح وراه .”
” بس يا ابو مخ ضلم ، هو دا اللي انا عايزة ، امال اجيب فاطمة ازاى وناكل من وراها الشهد .”
ليبتسموا بخبث الاثنين .
………….. ……….. ……….
في مصنع الملابس
تذهب نڤين إلى فاطمة ، لتعلمها أن خالتها عادت كما أوصتها ، لتستأذن من صاحب المصنع ، ليبارك لها ويوافق علي إعطائها باقي اليوم إجازة ومرتبه سارى .
لتهرول هى ونڤين بسعادة ، ليصلوا للمنزل لتفتح الباب تقف نڤين بالخارج تنتظرها حتى تخرج بالمال ، ليذهبوا إلي خالتها .
لتدخل فاطمة غرفتها وهى مبتسمة لتتلاشي البسمة رويداً رويداً ، عندما ترى باب الخزانة مفتوح ، لتقترب وهى تدعوا الله أنه يهيئ لها أنها تركته مغلق ، وإنها لم تغلقه بالفعل ، لتقترب من الخزانة ، وتبحث بأعينها أولاً عن الحقيبة لكن لا اثر لها ، لتبدء في الإنهيار ، وتبحث بهستريا وهى تلقي كل أغراضها أرضاً.
” يا لهوى عليكى يا فاطمة ، يا سوادك يا فاطمة وتبدأ في لطم خديها ، وتبكى بإنهيار ، الفلوس فين ، شقى العمر ، راح فين ، يا لهوى يا فاطمة ، لتدخل نڤين عليها تراها تبحث بهستريا وبكاء شديد .
” مالك يا بت ، بتعملى إيه .”
لتعاود فاطمة لطم علي خديها
” يا سوادى الفلوس راحت ، الفلوس رااااااحت .”
نڤين بعدم فهم
” راحت فين ، هى جنيه ولا اتنين ، دول الوف ، كنت حطاهم فين ، وندور براحة .”
لتشاور علي مكان ما وضعتهم بإنهيار
” هنا حطتهم هنا ، الفلوس ضاعت ، لا لا الفلوس اتسرقت .”
” اهدى بس مين هيسرقهم ، هو مين يعرف أنهم هنا غيرك أنت وعلى ، دا حتى أنا معرفش .”
هتفت نڤين بعبارتها وهى تبحث عن الحقيبة ، لتصدم فاطمة عندما خطر علي بالها من سرق مالها .
” طه.”
” بتقولى إيه ”
” طه اللي عارف مكان الفلوس وهو ، كان هنا لم خرجت ، طه هو اللي خدهم.”
لتصمت نڤين نعم هى تعلم أن طه ندل كبير لكن هل من الممكن فعلياً أن يكون سرق المال .
” طيب قومى علشان نلحقه ،اكيد لسه متصرفش .”
لتقف فاطمة بأمل
” صح أيوة يلا نلحقه ، والا هعمل ايه وهقول لعلى إيه .”
ليخرجوا بسرعة لتفتح الباب لتراه أمامها ، لتجحظ أعينها من الخوف
………….. ..؟…………..
زهرة الياسمين
رواية عناق سام الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة ابراهيم